کد مطلب:110019 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:121

نامه 062-به مردم مصر











ومن كتاب له علیه السلام

إلی أهل مصر، مع مالك الأشتر لما ولاّه إمارَتَها.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً _صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ _ نَذِیراً لِلْعَالَمِینَ، وَمُهَیْمِناً عَلَی الْمُرْسَلِینَ. فلمَّا مَضی _عَلَیْهِ السَّلَامُ_ تنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ. فَوَاللهِ مَا كَانَ یُلْقَی فِی رُوعِی، وَلاَ یَخْطُرُ بِبَالِی، أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ _صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ _ عَنْ أَهْلِ بَیْتِهِ، وَلاَ أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّی مِنْ بَعْدِهِ! فَمَا رَاعَنِی إِلاَّ انْثِیَالُ النَّاسِ عَلَی فُلاَنٍ یُبَایِعُونَهُ، فَأَمْسَكْتُ یَدِی حَتَّی رَأیْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلاَمِ، یَدْعُونَ إِلَی مَحْقِ دِینِ مُحَمَّدٍ _صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ _ فَخَشِیتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلاَمَ أَهْلَهُ أَنْ أَرَی فِیهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً، تَكُونُ الْمُصِیبَةُ بِهِ عَلَیَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلاَیَتِكُمُ الَّتِی إِنَّمَا هِیَ مَتَاعُ أَیَّامٍ قَلاَئِلَ، یَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ، كَمَا یَزُولُ

السَّرَابُ، أَوْ كَمَا یَتَقَشَّعُ السَّحَابُ، فَنَهَضْتُ فِی تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّی زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ، وَاطْمَأَنَّ الدِّینُ وَتَنَهْنَهَ. ومنه: إِنِّی وَاللهِ لَوْ لَقِیتُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ طِلاَعُ الْأَرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَیْتُ وَلاَ اسْتَوْحَشْتُ، وَإِنِّی مِنْ ضَلاَلِهِمُ الَّذِی هُمْ فِیهِ وَالْهُدَی الَّذِی أَنَا عَلَیْهِ لَعَلی بَصِیرَةٍ مِنْ نَفْسِی وَیَقِینٍ مِنْ رَبِّی. وَإِنِّی إِلَی لِقَاءِ اللهِ لَمُشْتَاقٌ، وَحُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ، وَلكِنَّنِی آسَی أَنْ یَلِیَ أَمْرَهذِهِ الْأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وَفُجَّارُهَا، فَیَتَّخِذُوا مَالَ اللهِ دُوَلاً، وَعِبَادَهُ خَوَلاً، وَالصَّالِحِینَ حَرْباً، وَالْفَاسِقِینَ حِزْباً، فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِی قَدْ شَرِبَ فِیكُمُ الْحَرَامَ، وَجُلِدَ حَدّاً فِی الْإِسْلاَمِ، وَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ یُسْلِمْ حَتَّی رُضِخَتْ لَهُ عَلَی الْإِسْلاَمِ الرَّضَائِخُ، فَلَوْلاَ ذلِكَ مَا أَكْثَرْتُ تَأْلِیبَكُمْ وَتَأنِیبَكُمْ، وَجَمْعَكُمْ وَتَحْرِیضَك ُمْ، وَلَتَرَكْتُكُمْ إِذْ أََبَیْتُمْ وَوَنَیْتُمْ. أَلاَ تَرَوْنَ إِلَی أَطْرَافِكُمْ قَدِ انْتَقَصَتْ، وَإِلَی أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ، وَإِلَی مَمَالِكِكُمْ تُزْوَی، وَإِلَی بِلاَدِكُمْ تُغْزَی! انْفِرُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ إِلَی قِتَالِ عَدُوِّكُمْ، وَلاَ تَثَّاقلُوا إِلَی الْأَرْضِ فَتُقِرُّوا بِالْخَسْفِ، وَتَبُوؤُوا بِالذُّلِّ، وَیَكُونَ نَصِیبُكُمُ الْأََخَسَّ، وَإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأََرِقُ، وَمَنْ نَامَ لَمْ یُنَمْ عنْهُ، وَالسَّلاَمُ.